أهمية الوحدة الإنسانيّة

تعيش الإنسانية بشكل عام، مرحلة من مراحل الجهل والتخلّف الفكري،على الرغم مما وصلت إليه من تقدم علمي أو تكنولوجي أو حتى حضاري.

حيث أن الحاكم فيها الهوى والغرائز،وينخرها المرض المادي، والعصبية بكافة أنواعها وأشكالها، من فكرية ومذهبية، وطائفية وإثنية، ودينية ووثنية،وشرقية وغربية،وصولاً إلى اللا إنسانية.

وإن كان هدف الرسالات السماوية رفع مستوى النوع الإنساني إلى المستوى القريب من الملائكي،وذلك بعد إكرامه عن الجنس الحيواني. إلا أن المخلصين من الدعاة إلى الله، أضحى جلّ اهتمامهم العمل على إعادة البشر إلى نوعهم الإنساني بعدما تقهقروا إلى جنسهم الحيواني.

ففي علم المنطق قسم التعريفات يعرّف الإنسان بشكل منطقي و علمي بأنه:(حيوان ناطق)،أي أنه يشترك مع جنس الحيوان بالغرائز وينفصل عنه بالنطق أي الإدراك.

وأتت الرسالات السماوية كافة للأخذ بيد هذا النوع الإنساني،لترفع من قدره لما فيه من خاصّية التعقل والإدراك، ولتنظم أموره وشأنه بشكل فردي وجماعي، حتى يصل إلى مرحلة حقيقة الدور المنوط به من عمارة الأرض وحسن إدارتها بالإشتراك مع باقي أبناء نوعه الإنساني،وهو ما يعرف (بالإستخلاف) أي أن يكون هذا الإنسان حقاً وحقيقة خليفة الله في أرضه.

إلا أن الجموح نحو المادية، والأنس بالغرائز الحيوانية، نتيجة التحلل الأخلاقي بعناوين فضفاضة، جعلت هذا النوع الإنساني يعود ادراجه وبشكل سريع  بإتجاه جنسه الحيواني البدائي.

وما تشهده البشرية في يومنا هذا من صراعات لا تنتهي،ووحشية لا رحمة فيها، وتمييز في اللون أو العرق أو الدين أو أو...... كل ذلك دليل على تحكّم الغرائز الحيوانية البدائية على العقل والأخلاق الإنسانية والرسالية. فهذا يريد أن يهيمن على الآخرين باسم الدين، والآخر باسم المذهب ، وغيره باسم العرق أواللون أو ما شابه ذلك من عناوين.

لذلك ومع هذا الواقع المرير والأسود، لم يتبقّ أمام الناس سوى نافذتان من الأمل. الاولى:تدخّل إلهي أو ربً هذا النوع الإنساني لفرض الخير والعدل ونشره.

والثانية: إلتقاء الناس واجتماعهم تحت عنوان (الوحدة في النوع) أي الوحدة الإنسانية، لأنها القاسم الحقيقي الأولي المشترك بين الجميع.

وهذا ما نسعى الى إشاعته بين الناس من خلال هذا الموقع، وخاصة أنه لا يتعارض مع الرسالات السماوية، ولا يناقض ويزاحم القوانين الوضعية.

والشواهد على هذا الكلام أكثر من أن تحصى، وإذا ما أردنا إستعراض بعضاً منها نقول :

  • كان ممّا ناجى به الله جلَ وعلا عبده ونبيه موسى عليه السلام:((يا موسى إرحم من هو أسفل منك في الخلق،ولا تحسد من هو فوقك، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)) الروضة من الكافي /الجزء الثامن.
  • ما جاء عن السيد المسيح عليه السلام((طوبى للرحماء فإنهم يرحمون))إنجيل متى(5-7)
  • عن النبي محمد(ص):((الراحمون يرحمهم الرحمن، إرحموا من في الارض يرحمكم من في السماء)) سنن الترمزي /حديث رقم 1924.
  • عن الإمام علي (ع): ((خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم، وإن عشتم أو (غبتم)حنّوا إليكم)) نهج البلاغة.
  • عن الإمام الشافعي(رض)((تأنّ ولا تعجل بلومك صاحبا، لعل له عذر وأنت تلوم)) ديوان الإمام الشافعي.
  • عن المهاتما غاندي((إذا تم رد الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة ؟))قاموس حكم و أقوال غاندي.
  • هناك مثل صيني مشهور يقول: (( الحكيم يغفر إساءة الجاهل)).
  • يقول أوشو المتصوف الهندي: ((هناك بضع كلمات تمت إساءة استخدمها مثل :الحب، الله، السلام))
  • يقول رينيه ديكارت المشهور:((كلما أساء لي أحد أحاول أن أرفع روحي عالياً بحيث لا تستطيع الإساءة الوصول إليها)).
  • يقول جورج صاند الكاتب المشهور: ((كلما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب)) موقع:حكم نت.

وعليه ،فإن أصحاب الرسالات السماوية،أو الحكماء والفلاسفة والمفكرين والأدباء،أجمعوا بشكل مباشر وغير مباشر حول ضرورة التعاون والتراحم والتغاضي عن السيئة،وبهذا المعنى يكون الوحي الإلهي قد تقاطع مع الفطرة الإنسانية السليمة  بشكل طبيعي وتلقائي ،وهذا ما نؤكد عليه، وندعو له وإلى نشرهذه الثقافة بين الناس  في وقتنا الراهن والعصيب.عسى أن نكون بذلك ممّن يخدم أبناء نوعنا الإنساني من كافة الملل والنحل ، لما فيه من فائدة لنا وللآخرين في الدنيا والآخرة .

احدث الإصدارات

فلسفة المقدّس في التراث المشترك

في زمن الخواء الروحي والتردي الأخلاقي نتيجة لطغيان المفاهيم المادية على مجمل الساحة البشرية، تبرز الحاجة الملحة إلى تظهير بعض المفاهيم القيمية التي غُيبت عن الواقع الإنساني بشكل عام. وأبرز مراحل هذه الحاجة تكون في الأوقات التي تشهد فيها الإنسانية العديد من الكوارث الطبيعية أو المفتعلة، أو الحروب والنزاعات أو ما شابه.فتصبح الآمال معقودة على ذلك البعد الغيبي باعتباره حبل النجاة والرجاء.

المقامات والأضرحة المقدسة في فلسطين وقصص الأنبياء والأولياء فيها

يقال: إن من ليس تاريخ فحاضره مزيّف ومؤقت، ولا مستقبل له. من هنا تبرز أهمية دراسة التاريخ والإطلاع على فصوله والتعلم من أحداثه، فالتاريخ هو كتاب معرفي ضخم ، دونت فيه تجارب الأمم والشعوب واللأفراد الذين ساهموا بشكل إيجابي او سلبي في رسم معالم المسيرة البشرية منذ بداياتها حتى يومنا الحاضر.

العدل والعدالة

العدل أنشودة الأحرار والمصلحين في طول الزمان وعرضه، والعدالة ترنيمة حزينة تتلوها شفاه المظلومين والمعذبين والفقراء. فما الهدف أو الغاية المرجوّة من إقامة العدل ونشر العدالة؟