تعيش الإنسانية في وقتنا الراهن مرحلة متقدمة جداً على المستوى العلمي والتكنولوجي ، وقد ساهم هذا الأمر في استغراق أفراد الإنسانية في تداعيات هذا الأمر، بحيث طغت المسائل المادية المحسوسة على سلوكيات الأفراد والمجتمعات والدول، وهذا هو السبب الرئيسي والمركزي في الصراعات الناشبة بين الأمم والحضارات، كذلك بالنسبة الى تفكك المجتمعات ولا سيّما عنصرها الأول والمكوّن الأساسي لها وهي (الأسرة). وهذا الأمر الجلل ترك وبشكل واضح آثاراً سلبية على حقوق الإنسان والطفولة في كل زمان ومكان من عصرنا الراهن.
ويضاف الى ما سبق ، تراجع الدور الإرشادي للمؤسسات الدينية حول العالم نتيجة للعديد من العوامل ، ومن أهمّها اللغة والخطاب الديني.
ومن المعروف أن الرسالات الدينية تهدف الى تربية أفراد الإنسانية، وبالتالي المجتمعات البشرية، وذلك بشكل يكون فيه العنصر الأخلاقي هو الأساس في التعامل بين الأفراد، أو المجتمعات، أو الدول، وأيضاً وفق منظومة رقابية إلهية دقيقة ذات التأثير الأكبر والأكيد على الأفراد من أي منظومة قانونية مدنية. وبانحراف البشرية ونزوعها نحو الإعتبارات المادية، ضعف هذا الإحساس بالمراقبة الإلهية على السلوك البشري، فظهرت وطغت الغرائز الحيوانية البدائية على سلوكيات المجتمعات التي أضحت تعيش وفق قانون الغابة.
لهذه الأسباب وغيرها، كان من الضروري إعادة توجيه أنظار الأجيال الجديدة حول العالم، الى أهمية ومركزية الأفكار الدينية بأبعادها الأخلاقية المتعددة.
وهذه المهمة تحتاج الى بيان وتوضيح وإجابة على العديد من الأسئلة والشبهات التي أثارتها القفزة العلمية والتكنولوجية، وذلك بشكل علمي وبلغة معاصرة منطقية ، وبعيدة عن لغة الأساطير أو الميتافيزيقيا.
وانسجاماً مع هذا الهدف السامي جاء هذا الكتاب (حوار جديد مع الفكر الإلحادي)، حتى يجيب على أهم ثلاثة نقاط يتساءل عنها الناس في كل مكان من عصرنا الراهن. وهذه الأسئلة هي:
1- كيف وجد الكون ومن أوجده؟
2- كيف ولد الإنسان الأول ومن خلقه؟
3- ما هي حقيقة الروح أي مسألة الموت والحياة؟
وبعبارة أخرى : من أين أتينا، والى أين نحن ذاهبون؟
وقد جاءت هذه التساؤلات مع الأجوبة عليها في هذا الكتاب المذكور بشكل علمي، وبلغة معاصرة وسهلة قدر الإمكان، وبإسلوب سردي يستأنس به القارئ لأي فئة عمرية انتمى.
وهذا العمل أو الكتاب يفتح نافذة قوية على عقول وقلوب أبناء الإنسانية المعاصرة ، ولذا يجب علينا التعاون والتضافر من أجل ترويجه ونشره، وخاصة أنه عمل غير ربحي ولا تجاري، ويساعد ويساهم في إعادة أفراد الإنسانية الى أحضان الأخلاق والقيم السامية، التي نسعى جميعاً الى الوصول إليها، لتنتشر مفاهيم المحبة السلام أرجاء الأرض والمعمورة.
وعلى أمل أن تدعموا هذا العمل الثقافي الإنساني..
محمد السمناوي
١٠/ ٢/ ٢٠٢٠